Tafsir Mujahid bin Jabr


Nama : Tafsir Mujahid bin Jabr

Author : Mujahin Ibn Jabr

Halaman : 790

Size : 11,9 MB

Media : Google Drive

Link Dwonload

DOWNLOAD

Baca : Hukum Sama Rata Dalam Pembagian Warisan

تقديم لجنة التراث

دأبت لجنة التراث والتاريخ منذ تصديها للعمل على بذل المزيد من الجهد وعلى القيام بالمحاولة ومعاودتها ابتغاء الوصول إلى شيء يجلو لها ما يمكنها من تقديم ما من شأنه أن يجسد جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية التي تدرجت عليها المنطقة وبلاد العرب بواسطة الطفرات وفجاءات التطور ، أو من خلال خطوات الزمان الوئيدة التي تجلت على شكل الزحف والتسلل حينا وعلى شكل الوئام والصدام حينا آخر .. باذلة كل جهدها في سبيل الابتعاد عن كل ما كان مثار اللغط عن حذلقة أو سوء نية ، مستحضرة في ذهنها عمق أصالة المنطقة وغزارة معطياتها فنا وأدبا وثقافة وحضارة .

كان هذا ومازال مطمح لجنة التراث والتاريخ وقد وضعت لتحقيق هذا الغرض برامج وخططا قمينة بأن تذلل لها مقادة ما هي بصدد تحقيقه .... إلا أنها لم ولن تنزع في أمرها من التعجل لأنها لا ترى في التعجل أي جدوى يساعد على جبر ما وقع عليه الإبطاء فيما مضى ، وعلى الأخص في عمل تضيق عنه العجالة ولم تكتمل له الوسائل بعد .. الأمر الذي يجعل اللجنة محقة في عدم ربط برامجها بأجل ، وأعمالها بفصال .

... لا شك في أن انتظار الناس من اللجنة هو العطاء الجم المتواصل ، العطاء الذي لا بالنضوب ولا يرضى بالتذبذب والارتكاس ... وهذا انتظار من أعمال تدور يسمح يقف من الحق بمكان جد رفيع ، ويمكن للجنة أن تستجيب له وأن تأتي بالطم والرم من غير أن تميز الخبيث من الطيب ، أو أن تأتي بفصول عابرة عن عطاء الأحداث والتاريخ وتنسخ الأكوام من الكتب تلو الأكوام ، ثم تمسح القلم لترسل مؤلفاتها وفي صدرها اسم لجنة التراث والتاريخ !! . . لكن السؤال الملح يظل هو : أيكون مثل هذا العمل عامل رقي الفكر وتقدم الثقافة ؟!! . . أم يظل شرقة اللهى وغصة الأذواق وعامل قطع لطريق أرباب الهمم العالية ؟! . والعقل يحكم بالأخير

على أن هناك ملحظا لم ينل حقه من الاعتبار لدى القراء حتى الآن ويجب إثباته هنا : وهو أن اللجنة قادمة نحو عهد جديد تقوم فيه بطائفة . بين الترجمة ، والتأليف ، والتحقيق ، والتمحيص ، والإحصاء ، وتتخذ من الدين ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والأدب ، والفن ، وقضايا الإنسان والتحضر محاور هي من الحياة على برهان لائح في كل ما يتصل بالحركة والتاريخ والثقافة أخذا وردا وحلولا ومشاكل .. لكن ذلك لا يتأتى بالاستسلام للمستحثين بالتعجل بل بعمل يقوم على التروي أولا ، والإتقان ثانيا ، واستقصاء الجوانب ثالثا ، وتحقيق الغاية رابعا وأخيرا .

بهذه المقدمة القصيرة التي استرسلنا فيها بحكم الضرورة نأتي لنقف هذا الكتاب الذي نضعه بين أيدي القراء وهو تفسير مجاهد بن جبر ، للإمام الجليل والتابعي المعروف مجاهد .. حيث يعد من أمهات المراجع الغنية عن التعريف ، فقد داخل حياة المفسرين وأعمالهم التدوينية على امتداد تدرجهم على متن التاريخ ، منذ عهد المسلمين بالتفسير المدون وإلى اليوم ، فاكتسب بذلك في عرف العلماء - لقب أخلد المراجع غنى في التفسير وأشدها اتصالا بأواصر السنة ومعارف الصحابة وعلوم التابعين. وقد بلغ من الجلال العلمي وعموم النفع وغزارة العطاء أن لم يتسن لأحد أن يخط في التفسير خطا قبل أن يكثر المقام لديه ويطيل حبل الحديث عند معطياته أخذا وردا .. فهو إذن المنهل الزاخر الفياض للتفاسير المدونة التي اكتنفها المفسرون على اختلاف مشاربهم .

ولعل أكثر الشيء غرابة في تفسير مجاهد هو أنه بقي قرونا متمادية إما في شكل شتات مبعثرة أو بين دفتي المخطوطات غير المحققة ، ولم يكتب له أن يكون في متناول القراء إلا في الآونة الاخيرة ، ويعود ذلك إلى الأسبقين الذين أبوا أن يجمعوا شمل الشتات أو أن يكبوا على تحقيق المخطوطة التي تجمع متنه ، ربما لأن كثيرا من أجزائه موجودة في الكتب المحققة أو لكونه مغايرا بعض الشيء للتفاسير أو لاشتماله على آراء شخصية أو لأسباب أخرى لا مجال لذكرها هنا

هذا ، وأول تحقيق كتب له الطبع والنشر عن هذا التفسير هو للأستاذ عبدالرحمن السورتي الذي رأى النور في ١٣٩٦ هـ ـ ١٩٧٦ م ، إلا أنه على الرغم من الجهود التي أفرغت فيه تحقيق اعتوره - بحكم كونه أول تحقيق عن تفسير مجاهد - بعض النقص والهنات

إذن فكان من الضروري أن يتبع بتحقيق آخر يجبر هذه النقائص ، وكان ذلك من نصيب لجنة التراث والتاريخ بالإمارات العربية المتحدة التي أخذت - مساهمة منها في إكمال الأعمال الجليلة - يد البدار للقيام بمهمة نشر التحقيق الجديد كثاني تحقيق للنسخة المخطوطة الوحيدة المتواجدة في دور الكتب في العالم ابتغاء إتمام الغرض الذي كرس المحقق السابق الشيخ الجليل الأستاذ عبدالرحمن السورتي عضو مجمع البحوث الإسلامية بباكستان - جهده للوصول إليه من خلال تحقيقه لتفسير مجاهد .. ذلك التحقيق الذي طبع ونشر بواسطة إدارة الشئون الدينية بدولة قطر وعلى نفقة صاحب السمو الشيخ خليفة آل ثاني حاكم قطر ، وكان من حظوته أن راجعه وصححه وعدله سماحة الشيخ عبدالله الأنصاري رئيس إدارة الشئون الدينية بقطر حيث أولى الكتاب اهتمامه فأخرجه في قشيب زاهر لا يعاني من أي نقص في كل ما يتصل بنقاء الطباعة والتصحيح والمراجعة .

أما عن التحقيق الجديد الذي نضعه بين أيدي القراء فهو للدكتور محمد عبدالسلام محمد علي الأستاذ المساعد بجامعة الامارات ، وقد نال به درجة الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة .. ولعل أول ما يقال عنه هو أنه يلتقي وتحقيق السورتي في وجوه شبه كثيرة تجعل البعض يعتقد في أول الوهلة بأنهما واحد وأن التحقيق الثاني هو الأول ، وذلك لما بينهما ـ بحكم أنهما من نسخة واحدة - من الشبه الشديد.

والحقيقة أن موضوع التشابه بين التحقيقين كان مثار اهتمام لجنة التراث والتاريخ منذ توليها مراجعة التحقيق ، ولذلك فقد عرضت التحقيق على لجانها الخاصة فعكفت على دراسته فترة لا بأس بها وتبين لها من خلال ذلك وجود اختلاف بين التحقيقين ، ثم رفعت تقاريرها عن آرائها إلى سماحة الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد بن الشيخ حسن الخزرجي رئيس اللجنة، الذي طلب من لجنة التراث والتاريخ أن تعرض التحقيق الجديد على إدارة الشئون الدينية بقطر صاحبة الحقوق في تحقيق السورتي ) التحقيق الأول لتفسير مجاهد بن جبر) لتدرس الموضوع بعناية وتريث ، فقامت هي الأخرى بتنفيذ التعليمات ، إلا أن إدارة الشئون الدينية بقطر - حرصا منا على وضع الحق في نصابه - رفضت باديء الأمر نظر التراث في طبع ونشر التحقيق، على أساس أنه وتحقيق السورتي واحد وطلبت من اللجنة أن ترسل مندوبا خاصا إليها لدراسة الموضوع عن كثب وفي مناقشة علنية يشترك فيها العلماء المتخصصون

وقد استجابت لجنة التراث والتاريخ لطلب إدارة الشئون الدينية بقطر فأرسلت مندوبها وهو الدكتور محمد رشاد محمد صالح إلى قطر ليعرض وجهات نظر اللجنة على المتخصصين في الشئون الدينية ، حيث اشترك في المناقشات التي دارت في لجنة خاصة شكلتها إدارة الشئون الدينية هناك برئاسة سماحة الشيخ الأستاذ عبدالله الأنصاري وعضوية المتخصصين الجامعيين والمحققين ومن بينهم الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور عبدالعظيم الديب ، وقد تناول الأعضاء مناقشة وجهات نظر لجنة التراث والتاريخ في حوار هاديء وموضوعية وحياد وبعناية كاملة .. وكانت النتيجة أن اقتنع المشتركون بوجهات نظر اللجنة وتكرم سماحة الشيخ عبدالله الأنصاري رئيس إدارة الشئون الدينية فكتب لسماحة الشيخ محمد بن أحمد بن الشيخ حسن الخزرجي رئيس لجنة التراث والتاريخ بالإمارات العربية المتحدة ... أن المناقشة والدراسة من قبل المختصين والمحققين عن تحقيق السورتي قد تمخضتا بوجهات نظر لجنة التراث والتاريخ بالإمارات العربية المتحدة؛ إذ تبين لنا وجود اختلاف بين التحقيقين تحقيق السورتي وتحقيق الدكتور محمد عبد السلام كما تبين لنا من خلال الحوار الذي أدارته لجنة المتخصصين مع مندوبكم أن التحقيق الأول يعوزه نوع من تحري الإقصاء، وأنه يعاني من أخطاء مطبعية وغير مطبعية ليست بقليلة .

وهكذا ، فإن لجنة التراث والتاريخ إذ تنشر تفسير مجاهد بن جبر - بتحقيق جديد هو تحقيق الدكتور محمد عبد السلام محمد علي فإنها تقدمه هدية لإدارة الشئون الدينية بقطر كثمرة من ثمار تعاونها مع لجنة التراث آملة أن يزداد هذا التعاون في المستقبل وأن يأتي أكثر وأكثر بأكل طيب وثمار يانعة .

على أننا نغتنم هذه الفرصة لنزجي أعمق شكرنا إلى سماحة الشيخ عبد الله الأنصاري وإلى العاملين في إدارة الشئون الدينية بقطر والمتعاونين معها وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي ، والدكتور عبدالعظيم الديب ، والشيخ محمد الشافعي ، والسيد عبد الجواد عباره ، والمحققون الآخرون ، مقدرين لهم حسن استقبالهم لوجهات نظر اللجنة وكرم وفادتهم لمندوبها ، والروح العلمية الكريمة المشرفة التي أبدوها تجاه مندوب اللجنة وآرائها ومناقشات مندوبها معهم . كما نشكر كل من ساهم بشيء من الإرشاد والإيضاح لنشر هذا التحقيق

هذا ، ويتميز التحقيق الجديد بكونه تحقيقا نالت فيها شروط البحث العلمي حظها ، فقد استقصى محققه الدكتور محمد عبدالسلام جوانب التحقيق فيه ملتزما الخط الذي اختاره لبلوغ الغرض والإتيان إلى الغاية وهي : دعم العقيدة ، والإبانة عن مواقف ، والسعي للوصول إلى نقطة تجلو الحق وتضرب يد الرد على صدر من تسول له نفسه أن يبخس الحقيقة قيمتها ، هذا إلى جانب أنه أوفى فيه - جهد المستطاع - بحق العلم عامة وبحق التفسير كإحدى الخلايا الأساسية القائمة عليها بنية الدين وقوام العقيدة خاصة ، كما تدارك ما فات السورتي ، فغير ما من شأنه أن يثير الشك ، وأقال ما يمكن عده عثرة في التحقيق السابق .. حيث جاء عمله مغطيا كل نقيصة أو سهوة جاءت في تحقيق السورتي في شكل عثرة قلم أو غفلة ، أو خطأ عابر ، أو غيره

... وأما فيا يتعلق بلجنة التراث والتاريخ فهي لم تتدخر جهدا في سبيل توفية القصد والوصول إلى الغاية أو على الأقل مشارفتها ، فقد أوكلت مهام المراجعة إلى أحد باحثيها وهو الدكتور محمد رشاد محمد صالح الذي خصص فترة طويلة من وقته لهذه المهام وأكب على دراسة التحقيق ومراجعته كما أوضح - إشباعا للغرض - أكثر المواضع التي توافق الأحاديث الصحيحة والمواضع التي تعارضها في تفسير مجاهد، وذلك بوحي من إرشادات سماحة الشيخ محمد بن الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن الخزرجي رئيس لجنة التراث والتاريخ

 وهكذا فإن لحنة التراث والتاريخ تجد نفسها بعد اكتمال كل هذه الجوانب محقة في القول بأن التحقيق الجديد ) تحقيق الدكتور محمد عبد السلام ) قد بلغ درجة من الجودة استوفت فيها الضرورات القدر المطلوب من حقها، إن لم تكن قد تجاوزته لتدخل منطقة ما بعده .

وإنا لنقدم أعمق الشكر وأخلص التمنيات بطول العمر والصحة إلى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة على عناياته الكريمة التي شملت اللجنة ، فوفرت لها كل الامكانات اللازمة ، وجعلتها تدأب في نشاط وعمل متواصل كما أننا نزجي الشكر إلى سماحة الشيخ محمد بن أحمد بن الشيخ حسن الخزرجي رئيس لجنة التراث والتاريخ على اهتمامه الشيخ واعتنائه بهذا التحقيق فلم يأل جهدا في إرشاد المراجع إلى مافيه خير هذا العمل

الجليل . ثم شكرنا الخالص إلى أعضاء لجنة التراث أجمع وإلى كل من ساهم في إكمال التحقيق والمراجعة بكلمة رشيدة أو فكرة صائبة ... ووفق الله الجميع فيه رضاه

اللهم إننا عبيدك بغناك ، سائلوك بغناك ، فقراؤك بغناك ، فخذ بناصيتنا وأرشدنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .


Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url